کد مطلب:90673 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:114

کلام له علیه السلام (123)-لدهاقین الأنبار















لمّا لقوه عند مسیره إلی الشام فترجّلوا له و اشتدّوا بین یدیه و معهم براذین

فقال علیه السلام لهم:

مَا هذَا الَّذی صَنَعْتُمُوهُ؟.

فقالوا: یا أمیر المؤمنین، هذا خُلق منّا نعظّم به أمراءنا.

فقال علیه السلام:

أَمَّا هذَا الَّذی زَعَمْتُمْ أَنَّهُ فیكُمْ خُلُقٌ تُعَظِّمُونَ بِهِ الأُمَرَاءَ، فَ[1] وَ اللَّهِ مَا یَنْتَفِعُ بِهذَا أُمَرَاؤُكُمْ،

وَ إِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ بِهِ عَلی أَنْفُسِكُمْ وَ أَبْدَانِكُمْ[2] فی دُنْیَاكُمْ، وَ تَشْقَوْنَ بِهِ فی آخِرَتِكُمْ، وَ مَا أَخْسَرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ، وَ أَرْبَحَ الدَّعَةَ مَعَهَا[3] الأَمَانُ مِنَ النَّارِ. فَلاَ تَعُودُوا لَهُ.

وَ أَمَّا دَوَابُّكُمْ هذِهِ، فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ نَأْخُذَهَا مِنْكُمْ فَنَحْسَبُهَا مِنْ خَرَاجِكُمْ، أَخَذْنَاهَا مِنْكُمْ.

وَ أَمَّا طَعَامُكُمُ الَّذی صَنَعْتُمْ لَنَا، فَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ شَیْئاً إِلاَّ بِثَمَنٍ.

قالوا: یا أمیر المؤمنین، نحن نقوّمه ثم نقبل ثمنه.

فقال علیه السلام:

إِذاً لاَ تُقَوِّمُونَهُ قیمَتَهُ، نَحْنُ نَكْتَفی بِمَا هُوَ دُونَهُ.

قالوا: یا أمیر المؤمنین، فإن لنا فی أصحابك معارف، أتمنعنا أن نهدی لهم، و تمنعهم أن یقبلوا منّا؟.

فقال علیه السلام:

كُلُّ الْعَرَبِ لَكُمْ مَوَالٍ، وَ لَیْسَ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمینَ أَنْ یَقْبَلَ هَدِیَّتَكُمْ، وَ إِنْ غَصَبَكُمْ أَحَدٌ فَأَعْلِمُونَا.

[صفحه 652]

قالوا: یا أمیر المؤمنین، إنّا نحب أن تقبل هدیتنا و كرامتنا.

فقال علیه السلام:

وَیْحَكُمْ، نَحْنُ أَغْنی مِنْكُمْ، وَ أَحَقُّ بِأَنْ نُفیضَ عَلَیْكُمْ.

و تركهم و سار[4].


صفحه 652.








    1. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 444. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 141.
    2. ورد فی المصدرین السابقین.
    3. وراءها. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 436.
    4. ورد فی الفتوح ج 2 ص 555. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 444. و نهج السعادة ج 2 ص 141.